07/08/2023 - 18:50

’مهرجان القدس‘ 2023... مواجهة التضييق على الحيّز | حوار

’مهرجان القدس‘ 2023... مواجهة التضييق على الحيّز | حوار

مورين كوبا، القائمة بأعمال مديرة «مهرجان القدس» 2023.

 

تأسّس «مركز يبوس الثقافيّ» في عام 1995؛ بهدف تعزيز الهويّة الفلسطينيّة في القدس، والحفاظ على الإرث الثقافيّ الفلسطينيّ في المدينة، وقد انطلق المهرجان الثقافيّ السنويّ الّذي ينظّمه المركز؛ «مهرجان القدس»، في عام 1996. يشتمل المهرجان على عدد متنوّع من الفعاليّات الثقافيّة المختلفة، الّتي تستهدف فئات متعدّدة من الجمهور، وعلى الرغم من التغييرات العديدة الّتي طرأت على المهرجان منذ انطلاقه، إلّا أنّه لا يزال محافظًا على قالبه ورسالته الأساسيّين منذ سنوات.

تتناول النسخة الحاليّة من «مهرجان القدس» ثيمة ’تضييق الحيّز العامّ‘، وتحتوي على برنامج حافل من الفعاليّات الّتي تتنوّع بين عروض سينمائيّة ومسرحيّة وموسيقيّة وغنائيّة، وورشات كوميديا ارتجاليّة. 

في هذا الحوار الّذي تجريه فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة مع مورين كوبا، القائمة بأعمال مديرة «مهرجان القدس»، نتوقّف على أهمّيّة المهرجان ومعاني استمراريّته، وتطوّره، خاصّة في ظلّ ما تتعرّض له القدس العاصمة من تضييقات، وضرب الهويّة الفلسطينيّة من خلال استهداف ثقافة المدينة، وعزلها عن محيطها الفلسطينيّ. 

 

فُسْحَة: هلّا تعطيننا نبذة عن تاريخ «مهرجان القدس» وبداياته، منذ تأسيس «مركز يبوس الثقافيّ».

مورين: تأسّس «مركز يبوس الثقافيّ» في عام 1995، وسُجِّل مؤسّسة غير ربحيّة بعد عامين. انطلق المهرجان في عام 1996، وهو مهرجان سنويّ، يهدف إلى ترسيخ الهويّة الفلسطينيّة في القدس، والهويّة المقدسيّة، والحفاظ على الإرث الثقافيّ والاحتفال به. عادة ما يضمّ المهرجان فرقًا محلّيّة على وجه التحديد، بالإضافة إلى فرق عالميّة، وهو متعدّد المجالات. لا يقتصر المهرجان على أنشطة موسيقيّة فقط، بل يتضمّن أيضًا أنشطة مسرحيّة وراقصة، ويُعْنى في الوقت ذاته في الأدب والسينما، ويحتوي على طيف كبير من المجالات الثقافيّة؛ وهذا يمكّنه من مخاطبة الجمهور المتنوّع بأذواقه وفئاته.

يُعْقَد المهرجان في الصيف، خلال شهر آب (أغسطس)، ولظروف استثنائيّة وسياسيّة أُلْغِي المهرجان في بعض الأعوام، مثل العام الّذي ركّبت خلاله قوّات الاحتلال بوّابات حديديّة على مداخل البلدة القديمة في القدس، وفي عام آخر قصفت فيه قوّات الاحتلال غزّة. تتماشى المؤسّسة مع الوضع العامّ لأنّها جزء من الحالة العامّة في القدس، ومن الأحداث الّتي تستجدّ، ولا سيّما الأحداث السياسيّة، وعدا ذلك.

يتضمّن المهرجان فعاليّات وبرنامجًا متكاملًا، في سعيه إلى نشر الثقافة، خاصّة إلى حالة التعطّش والترقّب من جمهور القدس، وهو الجمهور الأكبر بسبب موقع المهرجان. لا يقتصر الجمهور على أهالي القدس فقط، بل يحضر أشخاص من مختلف الأنحاء. المهرجان متاح للجميع، وننوّع البرنامج من ناحية طبيعة الأنشطة والجمهور المستهدَف، حتّى يُتاح المجال للجمهور المتنوّع لحضور الأنشطة الّتي يريد، حيث تستهدف بعض الأنشطة فئات مثل الأطفال أو الفنّانين.

 

دلال أبو آمنة في افتتاح «مهرجان القدس» 2023 | مركز يبوس الثقافيّ

 

فُسْحَة: عطفًا على ما ذكرتِ، ولأنّ المهرجان مستمرّ منذ سنوات عديدة؛ هل كان ثمّة نُسَخ مميّزة من المهرجان بالنسبة إليك؟

مورين: بالنسبة إلى مهرجانات «مركز يبوس الثقافيّ»، لقد حضرت المهرجان في الكثير من نسخه السابقة، سواء «مهرجان القدس» أو «مهرجان القدس للفنون الشعبيّة»، الّذي يتضمّن أنشطة مثل الدبكة، والطرب، والموسيقى العربيّة، والفنون الشعبيّة. هذا مرتبط بالإرث الواضح والتقاليد، الدبكة الّتي كنّا ننتظر مشاهدة عروضها. ثمّة توجّهات حديثة في الثقافة، وهي تتطوّر دائمًا، لكن يتميّز المهرجان بتطوّره ومحافظته على قالبه الخاصّ في الوقت نفسه، هذا مهرجان، وهو صارخ في القدس. كذلك مهرجان «ليالي الطرب في قدس العرب» الّذي شاركنا هذا العام في تنظيمه، عادةً ينظّمه «معهد إدوارد سعيد الوطنيّ للموسيقى»، الّذي يتميّز بالتنوّع، وطابع الموسيقى العربيّة الكلاسيكيّة والطربيّة، الّتي ترسّخ هذه الهويّة، ولأنّه مختصّ في الموسيقى. 

 

فُسْحَة: كيف تطوّر المهرجان من عام 1996 حتّى النسخة الحاليّة، سواء من ناحية تنظيمه أو الفعاليّات والأنشطة الّتي يضمّها، أو اهتماماته؟

مورين: مرّ المهرجان بالكثير من التغييرات على صعيد الموقع أو الجمهور أو البرنامج، أمّا قالب المهرجان فثابت ومتغيّر في الوقت ذاته، وهذا ما يجعله جميلًا. البرنامج غير متكرّر، ثمّة في كلّ عام برنامج مختلف ومشاركات متعدّدة، لا يوجد اهتمامات ثابتة، ولكلّ نسخة ثيمة محدّدة. تتابع ثيمة النسخة الحاليّة ثيمة النسخة السابقة، وهي ’تضييق الحيّز العامّ‘. ارتأينا لأهمّيّة الموضوع وحجمه تخصيص نسختين له، كانت الثيمات في نسخ سابقة حول النساء، والفولكلور، وهذا ما يتغيّر بشكل دوريّ، وما يتماشى وأذواق الجمهور، تحديدًا الأجيال الشابّة.

حصل التغيّر الكبير على موقع العروض، الّذي كان سابقًا في «قبور السلاطين»، وهو مكان أثريّ ذو أهمّيّة كبيرة، واستمرّ هذا الترتيب لأعوام عديدة؛ إذ كان المكان مناسبًا لعقد أنشطة المهرجان، كونه مفتوحًا، وقد أعطى صدًى جميلًا للقدس، وأجواء مميّزة. للأسف، نتيجة للظروف وتضييقات الاحتلال؛ وُقِّفَت العروض هناك منذ عام 2011، ثمّ نُقِلَت إلى مدرسة «دار الطفل»، الّتي تتّسع لألف شخص، وفي نهاية الأمر عُقِد المهرجان في المركز ذاته بعد ترميم «قاعة فيصل الحسيني»، وهذا مصدر فخر لنا لأنّ المهرجان يُعْقَد في قلب القدس، وفي قلب «يبوس». القاعة مجهّزة لاستضافة أنواع متعدّدة من العروض، وهي غنيّة بسبب قلّة القاعات الداخليّة في القدس.

وتطوّر المهرجان على صعيد برنامجه، حيث يضمّ حاليًّا البرنامج المرافق، إضافة إلى الأمسيات والعروض. ركّزنا في هذه النسخة على السينما والأدب والارتجال الكوميديّ، واستضفنا المعرض الفنّيّ الّذي شكّل مساحة لتقديم أعمال الفنّانين والفنّانات، وهذا تطوّر كبير عن النسخ السابقة، رغم أنّها اشتملت على طيف من الفعاليّات مثل الدبكة والعرس الفلسطينيّ.

 

فُسْحَة: أودّ سؤالك عن قضيّة تطرّقتِ إليها، في النسخة الحاليّة من المهرجان، ثمّة تركيز على الكوميديا الارتجاليّة (Stand-up Comedy)؛ فمن أين أتى القرار بتخصيص مساحة للكوميديا؟ وما أهمّيّتها؟

مورين: حمل المهرجان في نسختيه الحاليّة والماضية، شعار "انهضي يا قدس"؛ لأنّ القدس تنهض يوميًّا رغم جميع التحدّيات والصعوبات والمشاكل الّتي تواجهنا، سواء على مستوى الأفراد أو الفنّانين، وثمّة طرق متعدّدة مثل الموسيقى أو الرقص أو المسرح، ووجدنا أنّ الطريقة الّتي يتوجّه إليها الجمهور منذ سنوات هي من خلال فنّ الكوميديا، الّتي أصبحت حاليًّا أعمق. يُطْرَح العديد من القضايا من خلال النكات والكوميديا وإضحاك الناس، وتمكّن الكوميديا من إيصال هذه القضايا بشكل مباشر أو غير مباشر، وتُفْهَم هذه النكات بشكل قويّ، وعند وقوف الكوميديّ على المنصّة، يتفاعل الجمهور مع هذه القضيّة ويضحك، لأنّها تُقَدَّم بشكل مختلف؛ إذ إنّ تقديم قضيّة ما من خلال الشعر، مختلف عنه عند طرحها عن طريق الرقص، وفي الوقت ذاته تختلف القضيّة عند طرحها بقالب كوميديّ. تخلق الكوميديا أجواء مناسبة للحكي والتعبير والضحك، وتشكّل مساحة تفريغ للجمهور، فمشاهدة العرض تعني وجود الحضور. نطرح المواضيع ذاتها، لكن يكون طرحها بشكل خفيف، نخرج من القالب الجدّيّ، ويتفاعل الناس مع الكوميديا بسبب الحضور الكبير لكوميديّين صاعدين، وتجاربهم.

 

فُسْحَة: في هذه النسخة، ستُسْتَضاف الفنّانة ميسون زايد، الفلسطينيّة-الأمريكيّة، ومن غير الشائع استضافة المهرجانات الثقافيّة لكوميديّات؛ فلماذا اختيرت ميسون؟

مورين: منذ سنوات عدّة نتواصل مع ميسون؛ في محاولة لاستضافتها؛ لأنّ صوتها وشخصيّتها عظيمان وفنّها رائع، وهي ناشطة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ولديها جوانب مميّزة، وهي فلسطينيّة الأصل، وتعرف القضيّة الفلسطينيّة، ولديها القدرة الكبيرة على التواصل مع الجمهور. عند الحديث معها، يظهر بوضوح أنّها ’مِنّا‘، سواء من خلال اللهجة أو النكات أو المواضيع. ولأنّ البُعْد الوطنيّ مهمّ لها؛ فإنّها تتطرّق في عروضها إلى القضيّة الفلسطينيّة بشكل ما. نحن سعداء بأنّها ستشارك في أحد عروض المهرجان، وقد قدّمت ورشات عمل متخصّصة، في القدس وحيفا وبيت لحم، وهذه الوِرش متاحة للجميع.

أودّ أن أضيف مسألة أخرى؛ سيكون ثَمّ عرض ميكروفون مفتوح كوميديّ، لإتاحة المجال لمَنْ شارك في الورشات لاختبار تجربة الارتجال على المنصّة، وتقديم العرض، ولاستكشاف اهتمامه. سينضمّ إلى العرض مشاركون من المناطق الثلاث. نهدف من البرنامج المرافق للمهرجان، إعطاء بساطة وتواضع للمهرجان.

 

فُسْحَة: كنت أريد سؤالكِ عن عرض ’الميكروفون المفتوح‘، الّذي يعطي فاعليّة للجمهور، ويقلب دوره التقليديّ من كونه متلقّيًا فقط، فهل تحقّقت في نسخ سابقة إتاحة المجال للجمهور ليكون فاعلًا؟

مورين: في السنوات السابقة، عُمِل العرس الفلسطينيّ، وطلبنا من الجمهور المشاركة فيه، وشارك الجمهور عندما أدّينا دبكة في الشارع. وفي عرض الفنّان كنعان الغول على مدخل «مركز يبوس الثقافيّ»، رافقه الجمهور في الغناء. للمرّة الأولى سيتضمّن المهرجان عرض ميكروفون كوميديّ مفتوح، وهذه المرّة الأولى في القدس - على حدّ علمي - وكما قلتِ، يتيح العرض للجمهور أن يشارك بفاعليّة، فيشعر بأنّ له دورًا، وأنّه يضع بصمته. هذا بُعْد مهمّ في المهرجان، وفي نشاطات المؤسّسة، يتعلّق بإتاحة الفرصة للجمهور للمشاركة في المشهد الثقافيّ.

 

فُسْحَة: أودّ سؤالك عن آليّة التقاطع بين إشراك الجمهور وثيمة المهرجان، في نسختيه الماضية والحاليّة ’تضييق الحيّز العامّ‘؛ فكيف يشارك الجمهور مع مؤسّسة ثقافيّة في مدينة القدس، في ظلّ التحدّيات والتضييقات الّتي تواجهها، لا عليها فقط، بل على الجمهور ذاته؟

مورين: ذكرتِ مسألة مهمّة جدًّا، وهي التضييقات على المؤسّسة والتحدّيات الّتي تواجهها، وهذه التضييقات اجتماعيّة وسياسيّة وماليّة، وما يتعلّق بالجمهور هو التضييقات السياسيّة والاجتماعيّة، الّتي تؤثّر في مشاركتهم. قد يتخوّف الجمهور من المشاركة في نشاط معيّن، وقد يشعر بأنّ عليه تفادي هذا النشاط، ولكنّ المفاجئ أنّ أشخاصًا من الجمهور من فئات متعدّدة؛ نساء وشبابًا وكبارًا في السنّ، يريدون المشاركة في المهرجان، تحديدًا بسبب موضوع المهرجان: الحرّيّات؛ حرّيّة التنقّل، والتعبير، والممارسة الثقافيّة، والتضييق على الحيّز الّذي يعاني منه الجميع، تحديدًا في القدس وفلسطين.

في أثناء حديثي مع رانية إلياس؛ المديرة السابقة للمهرجان، عن إحدى المناطق المهمّشة في المدينة، أجابتني بأنّ الجميع في القدس مهمّشون من دون استثناء. يريد الجميع المشاركة في المهرجان، في الورش، أو في الميكروفون المفتوح، أو في النقاش. التفاعل أيضًا هو أثناء الحديث مع الآخرين في المهرجان، وهذا لا يغني عن التحدّيات والمخاوف، و«مؤسّسة يبوس» توفّر مساحة مفتوحة وطاقمًا داعمًا.

 

من ورشة الكوميديا مع الفنّانة ميسون زايد في «جمعيّة الثقافة العربيّة»

 

فُسْحَة: أعتقد أنّ التضييقات الاجتماعيّة مرتبطة بالسياسيّة، وقد يشعر البعض بعدم الأمان؛ فكيف تقيّمين تفاعل الجمهور وإقبالهم، على مدى السنوات، مع أنشطة المهرجان وفعاليّاته؟ الإقبال حاليًّا، أهو أكبر أم لا؟

مورين: الإقبال على الأنشطة الثقافيّة في القدس متفاوت، في الموسيقى ثمّة تفاوت؛ تنفد تذاكر بعض العروض سريعًا، في حين أنّ عروضًا أخرى تلقى إقبالًا متواضعًا، وفي عروض أخرى يواجهنا الكثير من التحدّيات. أمّا المسرح فله تحدّياته، كان جمهوره في السابق أقوى. الجمهور موجود حاليًّا، ولكنّنا نحاول أن نتواصل معه مباشرة، ونشجّعه على الحضور. الرقص يواجه تحدّيات أيضًا، ثمّة توجّهات للرقص المعاصر، الّذي نحتفل فيه في المهرجان، وفي أنشطتنا الأخرى. يتردّد الجمهور في حضور عروض الفرق الصاعدة. نشجّع الجميع على الحضور؛ فالتذاكر في متناول الجميع، ونروّج النشاطات بشكل واضح، ونذهب إلى مجموعات منظّمة أحيانًا؛ لتشجيعها على حضور الأعمال السينمائيّة الّتي تواجهها تحدّيات كثيرة في القدس.

المهرجان ذاته مُنْتَظَر من الجمهور؛ فعلى مدار العام تصلنا أسئلة عن موعد المهرجان، وعندما أعلنّاه وصلنا الكثير من الأسئلة حول الأنشطة وأماكن بيع التذاكر، وهذا تفاعل سريع من الجمهور. وقد نفدت تذاكر أمسيتَي الافتتاح والاختتام، كما نفدت تذاكر الأمسيات في النسخة الماضية. للوضع السياسيّ دور في فهم إقبال الجمهور، نحتاط ونستعدّ من خلال وضع خطط بديلة لو طرأ وضع سياسيّ ما.

 

فُسْحَة: كيف تكون الموازنة بين قيم المؤسّسة وانتقادات شرائح من المجتمع لبعض الأحداث والمضامين، في حال كانت هذه الانتقادات غير مرتبطة بجمهور العروض، إنّما بمواقف وآرائهم وتوجّهاتهم؟

مورين: يندرج هذا ضمن التحدّي الاجتماعيّ؛ إذ ثمّة تركيز كبير على «يبوس» من مجتمع محافظ له انتقاداته وهذا أمر طبيعيّ، وفي الوقت ذاته جمهورنا موجود ينتظر أنشطتنا، وثمّة جمهور جديد، وشرائح تنتقد عروضًا معيّنة. نحاول أخذ ذلك بالحسبان، ولكن للمؤسّسة قيم نتمسّك بها، وهي الحفاظ على الإرث الثقافيّ والهويّة الفلسطينيّة المقدسيّة. هذه القيم هي العمود الفقريّ لأيّ نشاط نعقده، حتّى عند استضافة فرق عالميّة، ندرجها في إطار التبادل الثقافيّ، ونعرّف هذه الفرق على أنشطتنا، ومؤسّستنا، وعلى جمهورنا. نتحرّى وندقّق قبل اختيار أيّ نشاط أو فيلم أو فرق، ونتأكّد أنّنا نقدّم ما هو وطنيّ وثقافيّ ومقدسيّ. يُجْري فريق كامل بحثًا متعمّقًا من أجل الحفاظ على الإرث والثقافة والهويّة.

 

فُسْحَة: في اعتقادك؛ ما أثر المهرجان في جمهوره؟ وفي المشهد الثقافيّ في المدينة؟

مورين: هذه النسخة مختلفة؛ الطاقم جديد، ومعظمه من فئة الشباب. أنا أبلغ من العمر 27 عامًا مثلًا، والمتطوّعون جدد، وهذا يعني أفكارًا مختلفة وجديدة. نسعى خلال عملنا إلى الحفاظ على القديم من أجل ضمان استمراريّة المهرجان، وهذه السنة مختلفة لأنّ مَنْ وراء المهرجان مختلفون، هناك ترقّب من الجمهور حول مدى اختلاف هذه النسخة، وإذا ما ستكون أقوى أو أضعف أو أصعب. يريد الطاقم تقديم برنامج يشعر من خلاله الجمهور بانتماء وارتباط، ويهمّنا أن يستمتع الحضور. ونودّ أيضًا تقديم شيء للقدس؛ لأنّها تخلو من الثبات والاستقرار بسبب خصوصيّتها وقمع الاحتلال لها. من الضروريّ أن نكون موجودين، ومن الضروريّ أن نصرخ، قد تبدو هذه الكلمة كليشيه، لكن هذا هو بالضبط ما نقوم به في المهرجان والأنشطة، وفي تدخّلنا في «مهرجان القدس» و«مهرجان ليالي الطرب في قدس العرب»، اللذين يتشاركان حفلَي الافتتاح والاختتام، وهذا يعكس قدرة المؤسّسات على العمل معًا والشراكة؛ من أجل تقديم أعمال تخدم القدس وفلسطين والثقافة بشكل مشترك، وحتّى تحصد صدًى أكبر، وتبني على الماضي، وتقدّم للمستقبل، وهذا ما نتوقّعه من النسخة الحاليّة للمهرجان.

 


 

هيا عطاطرة


 

 

 

باحثة في العلوم الاجتماعيّة، تعمل في «جامعة بيرزيت».

 

 

 

التعليقات